بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيد طنطاوي في ذمة الله الإمام الأكبر شيخ الأزهرdrawGradient()
أعلنت وسائل الاعلام المصرية وفاة محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر، أعلى مؤسسة للاسلام السني في العالم، عن 81 عاما بأزمة قلبية في السعودية أمس الاربعاء.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان "فضيلة شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي توفي صباح أمس الاربعاء في العاصمة السعودية الرياض اثر ازمة قلبية مفاجئة". وأضافت ان شيخ الازهر القريب من السلطة والمعتدل "وصل الى الرياض يوم الثلاثاء للمشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية" وقد توفي "اثر ازمة قلبية مفاجئة داهمته خلال وجوده في مطار الملك خالد الدولي في الرياض للسفر عائدا للقاهرة"، بحسب ما أوضحت الوكالة. وتابعت ان الشيخ طنطاوي "نقل على الفور الى المستشفى حيث فاضت روحه الى بارئها".
وأعلنت مصادر بمؤسسة الملك فيصل الخيرية أن شيخ الأزهر سيدفن اليوم في البقيع بالمدينة المنورة. وكانت مصادر السفارة المصرية قالت في وقت سابق ان "طائرة سعودية خاصة ستقوم بنقل شيخ الأزهر إلى القاهرة لدفنه في بلدته".
وبدأ التلفزيون المصري بث صور لجامع الازهر وموسيقى حزينة بعد اعلان وفاته. وقال احد ابنائه للتلفزيون المصري ان والده سيدفن في المدينة المنورة في السعودية، مؤكدا ان وفاته كانت "صدمة لا يمكن وصفها".
واصيب شيخ الازهر بجلطة في احدى ساقيه في ديسمبر 2008 نقل على اثرها الى المستشفى، بحسب ما ذكرت وسائل الاعلام المصرية حينذاك. وكان الشيخ محمد سيد طنطاوي عين في 1996 شيخا للازهر بموجب مرسوم اصدره الرئيس المصري حسني مبارك بعدما كان مفتيا للديار المصرية منذ .1986
وتعتبر جامعة الازهر المرتبطة بالجامع والتي اسست في القرن العاشر اهم مركز للتعليم الاسلامي السني في العالم. تصدر مؤسسة الازهر فتاوى عدة لارشاد المسلمين. وتتصدى هذه المؤسسة القريبة من السلطة المصرية لتصاعد التطرف الاسلامي عبر تغليب المؤسسات العامة المعتدلة والمحترمة. لذلك، تبنى طنطاوي مرات عدة مواقف معتدلة من قضايا دينية حساسة في بلد يشهد تصاعدا في التشدد بوحي من جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين.
وقد اثار في اكتوبر الماضي جدلا حادا بتأكيده ان ارتداء النقاب ليس واجبا دينيا بل "تقليد".
كما اعترض في الماضي على ختان البنات الذي كان سلفه الشيخ جاد عبدالحق يقره.
واجاز الشيخ طنطاوي في بعض الحالات القروض المصرفية وزرع الاعضاء.
وقد واجه انتقادات في 2008 بعدما صافح الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز خلال مؤتمر للحوار الديني في نيويورك. واكد حينذاك انه لم يكن يعرف الشخص الذي يصافحه. ويواجه الازهر في بعض الاحيان انتقادات بسبب قربه من السلطة الى جانب تنامي جماعة الاخوان المسلمين، اول قوة للمعارضة في البلاد.
وهذه الجماعة المحظورة رسميا لكن التي تغض السلطات النظر عن نشاطاتها رغم الاعتقالات الكثيرة في صفوفها، فازت بخمس مقاعد بمجلس الشعب في الانتخابات التشريعية التي جرت في .2005
ومحمد سيد طنطاوي مولود في 28 اكتوبر 1928 في قرية سليم الشرقية بمحافظة سوهاج (جنوب شرق). ومن ابرز فتاوى طنطاوي، جواز التحاق الفتيات بالكليات العسكرية والجيش. كما رأى ان المرأة "تصلح ان تكون رئيسة للجمهورية وتتمتع بالولاية العامة التي تؤهلها لشغل المنصب".
أبرز المرشحين لمنصب شيخ الأزهر بعد طنطاويرجح مصدر مطلع في مجمع البحوث (أكبر هيئة علمية بالأزهر) ألا يخرج المرشح لرئاسة مشيخة الأزهر خلفا للدكتور الراحل محمد سيد طنطاوي عن مجموعة من الأسماء في المؤسسة الدينية الرسمية في مقدمتهم د.علي جمعة مفتي مصر، ود.أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر، وبدرجة أقل د.أحمد عمر هاشم.
وقال أحد أعضاء المجمع رفض ذكر اسمه في تصريحات لـ"إسلام أون لاين": هناك أسماء محددة على الساحة مرجحة لخلافة الشيخ طنطاوي الذي وافته المنية أمس الأربعاء، موضحا أن "أبرز الأسماء المتوقع اختيارها لتولي هذا المنصب هي: د.على جمعة ود.الطيب".
وتخرج جمعة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر في 1979م، ثم حضر رسالة التخصص (الماجستير) في كلية الشريعة والقانون وحصل على (الماجستير) بتقدير ممتاز سنة 1985م، قبل أن ينال درجة الدكتوراه في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون مع مرتبة الشرف الأولى سنة 1988، وظل يواصل التدريس في الجامعة حتى تولى منصب مفتي الديار المصرية في عام .2003
أما الدكتور أحمد الطيب فقد ولد في مدينة الأقصر بصعيد مصر في أسرة أزهرية عام 1946، وتخرج في كلية أصول الدين، وحصل على الدكتوراه من جامعة السربون، وعمل مفتيا للديار المصرية في الفترة من 2002م حتى 2003؛ لينتقل من دار الإفتاء إلى رئاسة جامعة الأزهر.
وفي الإطار ذاته ألمح عضو المجمع إلى أن هناك: "مؤشرات بسيطة على أن الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس لجنة الشئون الدينية في مجلس الشعب مرشح أيضا لإمكانية تولي هذا المنصب".
ويتولى هاشم (69 عاما) حاليا منصب رئيس لجنة الشئون الدينية بالبرلمان بعد أن ظل رئيسا لجامعة الأزهر من عام 1995 إلى عام .2003
آلية الاختيار
وردا على سؤال حول آلية اختيار شيخ الأزهر الجديد أوضح المصدر أن الطريقة المعمول بها حاليا -والتي تم بها اختيار د.طنطاوي نفسه- تتمثل ببساطة في صدور قرار بالتعيين من قبل رئيس الدولة.
واستبعد المصدر ذاته العودة لآلية ترشيح 3 شخصيات من أعضاء مجمع البحوث لمنصب شيخ الأزهر الجديد من قبل المجمع نفسه، وطرحها على رئيس الجمهورية لاختيار شخصية من الثلاثة، وهي الآلية التي كانت مطبقة في الفترة من 1952 حتى .1996
وسبق في عام 1996 أن رشح مجمع البحوث أسماء 3 أعضاء من المجمع عقب وفاة شيخ الأزهر السابق جاد الحق علي جاد الحق كي يختار رئيس الدولة أحدهم لخلافة الشيخ جاد الحق، لكن الرئيس لم يأخذ بهذه الترشيحات واختار الشيخ طنطاوي لمنصب شيخ الأزهر.
وكانت هذه المرة الأولى منذ ثورة 23 يوليو 1952 التي لا يتم فيها الأخذ بآلية ترشيح ثلاثة من أعضاء مجمع البحوث لمنصب شيخ الأزهر.
وعن تسيير مهام المشيخة لحين اختيار شيخ جديد للأزهر أوضح مصدر مسئول بالأزهر أن وكيل الأزهر د.محمد عبدالعزيز واصل هو الذي سيتولى هذه المهام لحين تعيين شيخ جديد من قبل رئيس الدولة.
وإداريا يعامل شيخ الأزهر على درجة رئيس الوزراء المالية.
الشيخ طنطاوي.. حياة حافلة بالعلم والجدلمن: ابتسام فوزي ومروة غريب
توفي الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الإمام الثاني والأربعين في تاريخ الأزهر الشريف عن عمر ناهز الثانية والثمانين عاما بعد حياة حافلة شغل خلالها الكثير من المناصب الدينية الرفيعة وأثار الكثير من الجدل.
وتوفي طنطاوي الذي تولى مشيخة الأزهر عام 1996 خلفا للإمام جاد الحق علي جاد الحق، صباح أمس في العاصمة السعودية الرياض بعد أن شارك أمس في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية، وذلك إثر إصابته بأزمة قلبية.
ولد طنطاوي في 28 أكتوبر من عام 1928 بقرية سليم الشرقية في محافظة سوهاج وتعلم وحفظ القرآن في الاسكندرية وحصل على الدكتوراة في الحديث والتفسير عام 1966 وتدرج في التدريس الجامعي في الكليات الدينية ثم عين مفتيا للديار المصرية في 28 أكتوبر من عام 1986، ثم شيخا للأزهر عام 1996 .
وكان طنطاوي من أغزر علماء الأزهر علما وله العديد من الكتب، يدرس بعضها في المعاهد الأزهرية الآن.
غير أن الشيخ طنطاوي، الذي اتسم بملامح طيبة ونبرة هادئة في خطبه الدينية، أثار الكثير من الجدل حول بعض المواقف، التي يرى الكثيرون أنها طغت أكثر على الجانب العملي والعلمي في حياته.
ورغم اختلاف بعض علماء الأزهر معه في الآراء إلا أنهم كانوا عادة ما يجدون أنفسهم مضطرين لدعمه باعتبار أن "لحوم العلماء مرة وأنه ولي الأمر والأعلم بأمور الدين".
ففي أغسطس عام 2003 أصدر طنطاوي الذي وصفه البعض بأنه "شيخ الحكومة" قرارا بوقف الشيخ نبوي محمد العش رئيس لجنة الفتوى لأنه أفتى بعدم شرعية مجلس الحكم الانتقالي العراقي وحرم التعامل معه وهو ما كان يتماشى مع موقف الحكومة المصرية من غزو العراق.
وفي نهاية العام نفسه تصدر اسم الشيخ طنطاوي عناوين الصحف مرة أخرى بعد أن أدلى برأيه في مسألة منع فرنسا للحجاب في المدارس عقب استقبال وزير الداخلية الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، وقال طنطاوي إن من حق السلطات الفرنسية منع الحجاب في مدارسها ومؤسساتها الحكومية باعتبار الأمر شأنا داخليا.
وقوبل هذا الرأي بالطبع بانتقادات شديدة من المسلمين في مصر وخارجها ولكنه كان محل ترحيب بشكل غير مباشر من المسئولين المصريين الذين رأوا أيضا أن القرار شأن داخلي وأن الخلاف بين العلماء فيه رحمة.
وقامت الدنيا ولم تقعد عندما أدلى رجل الدين المصري الأبرز بدلوه في الجدل السياسي في مصر عام 2007 وأصدر فتوى "جلد الصحفيين" عقب نشر أخبار تناولت صحة مبارك.
وأثارت هذه الفتوى غضبا شديدا من قبل الصحفيين المصريين والرأي العام وتصاعد الوضع لدرجة أن الصحفي والنائب مصطفى بكري طالب بعزل شيخ الأزهر كما انتقد العديد من الكتاب صمت شيخ الأزهر على عدد من القضايا في البلاد مثل "تزوير الانتخابات والأغذية الفاسدة والمبيدات المسرطنة".
ولم يكد الجدل يتوقف بعد هذه الفتوى إلا وتجدد مرة أخرى خريف عام 2008 بعد واقعة مصافحة طنطاوي للرئيس الإسرائيلي الحالي شيمون بيريز خلال مؤتمر لحوار الأديان في نيويورك.
وغالبا ما كانت تساهم ردود طنطاوي على هذه الانتقادات في زيادة حدة الجدل والنقد الموجه له حيث أن شيخ الأزهر برر هذه المصافحة بأنه "لا يعرف شكل بيريز".
وأثار طنطاوي الجدل مرة أخرى العام الماضي وهذه المرة حول النقاب الذى منع ارتداءه داخل الفصول الدراسية فى معاهد الفتيات وهو الجدل الذى بدأ بعدما أمر تلميذة في المرحلة الإعدادية خلال جولة تفقدية قام بها في أحد المعاهد الأزهرية بخلع النقاب، وقال لها "إن النقاب مجرد عادة ولا علاقة له بالدين الإسلامي من قريب أو بعيد".
ومما زاد من حدة الجدل والنقد الموجه لطنطاوي هو بعض العبارات التي نسبت إليه عند حواره مع الطالبة ومنها "أنا أعرف في الدين أحسن منك ومن اللي خلفوكي" أو قوله لها: "لو كنتِ جميلة أو حلوة شوية كنتِ عملتِ إيه"، إلا أنه حاول تهدئة الانتقادات بالتأكيد أنه لم يقصد الإساءة إلى النقاب أو المنتقبات وأنه لم يسخر من الفتاة وأن كان يرى أن "النقاب عادة وليس عبادة".
وظل طنطاوي ملتزما طيلة حياته بخط في الدعوة وضعه لنفسه واستقاه مما يدعو إليه الإسلام من تسامح ولين في الخطاب والتوجيه التزاما بالآية الكريمة "وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة".
محطات في حياة الشيخ طنطاوييحتل الرتبة الخامسة والأربعين ضمن تسلسل شيوخ الأزهر منذ تأسيس منصب المشيخة الأزهرية في العهد العثماني.
كما احتل الرتبة الخامسة عشرة ضمن تسلسل المفتين المصريين منذ إنشاء دار الإفتاء سنة 1895، عندما كان مفتي الديار المصرية.
المولد والنشأة
ولد محمد سيد طنطاوي في 28 أكتوبر 1928 في قرية سليم الشرقية محافظة سوهاج. وتعلم في الإسكندرية حيث حفظ القرآن الكريم.
المؤهلات
1958: حصل على الإجازة العالية من كلية أصول الدين جامعة الأزهر.
1966: حصل على دكتوراه في التفسير والحديث من نفس الكلية.
الوظائف
1960: إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف.
1968 مدرس تفسير وحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر.
1972: أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية أصول الدين بأسيوط.
1976 أستاذ بقسم التفسير بكلية أصول الدين بأسيوط.
1976: عميد كلية أصول الدين بأسيوط.
1984: أستاذ بقسم أصول الدين بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بالقاهرة.
1985 عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بالقاهرة.
1986: مفتي جمهورية مصر العربية وكان قبلها أستاذا جامعيا وكل المفتين قبله تدرجوا في سلك القضاء الشرعي.
1996: عين طنطاوي شيخا للأزهر بموجب مرسوم رئاسي.
وقد درس الشيخ طنطاوي بليبيا وبكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.