وكان أول قاري في إذاعة جدة عام 1374هـ 1954م وكان أول قارئ في إذاعة القرآن في
آرمكو وأول من قرأ القراءة الحجازية في الهند بذلك يكون من أوئل ...
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة عن سيرة الشيخ / سعيد محمد نور - رحمه الله -
كان في جامع الخازندار بحي شبرا بمدينة القاهرة بمصر رجل أسمر اللون من أصل سوداني وكان هذا الرجل يقرأ القرآن بطريقة غريبة كلها شجن تستدر الدموع من العيون التي لم تعرف طعم الدموع قط , هذا الرجل اسمه الشيخ سعيد محمد نور
http://www.m5zn.com/uploads/0c2ffebf11.jpgوكان الشيخ سعيد محمد نور صاحب اسلوب منفرد في التلاوة مغلف بالشجن العميق??? روى عنه معاصروه الكثير، وحكى عنه : ان سائقي ترام شارع شبرا كانوا يتوقفون عند سماعهم لصوت الشيخ سعيد واستجابة للركاب ايضا .
وقد كان الشيخ سعيد مصرا على ألا يقرأ في استوديوهات الاذاعة او تسجل له.
وبالرغم من أن الرجل لم يقرأ في الاذاعة الا مرة واحدة , إلا أنه يتمتع بشهرة تفوق شهرة بعض قراء الاذاعة وسر شهرة الشيخ سعيد أنه يقرأ القرآن بطريقة تختلف عن الطريقة المعروفة..وطريقة القراءات.
وبهذه الطريقة نفسها كان يقرأ قارىء آخر من قبل هو الشيخ محمود البربري, وتسري بين العامة شائعة أن هذه الطريقة هي وحدها الطريقة الشرعية التي يرضاها المحافظون, المهم أن الطريقة التي يقرأ بها الشيخ سعيد نور طريقة عجيبة تثير في نفوس الناس عواطف شتى ..من الطرب والخشوع والإيمان , وأيضا تستدر من عيونهم الدموع الحزينة .
والإذاعة الوحيدة التي تذيع له هي إذاعة المملكة العربية السعودية .
أما بالنسبة لسكان مصر فلم يعرف عن الشيخ سعيد أبدا أنه حدد أجرا له , وهو يتناول الأجر الذي يدفعه صاحب الليلة دون نقاش . وتتعصب لصوت الشيخ محافظات بأكملها وعلى رأسها جميعا محافظة المنوفية ولعل السبب يرجع إلى أن اغلب سكان شبرا – حي الشيخ سعيد – من قرى المنوفية .
وقد قرأ الشيخ مع المشايخ الكبار , قرأ مع الشيخ علي محمود والشيخ محمد رفعت وبدأ هو الآخر مثلهم بخمسين قرشا في الليلة ويستمع الشيخ سعيد لصوت الشيخ رفعت ويفضله على كل الأصوات .
وقد كان الرجل الأسمر يعيش عيشة بسيطة في شبرا , أما هوايته الوحيدة فكانت سماع الاسطوانات القليلة الباقية للشيخ محمود البربري.
وفي عهد الملك عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية - رحمه الله - قصد الشيخ سعيد محمد نور رحمه الله الديار الحجازية لآداء فريضة الحج ، وقبل أن تحط الباخرة التي تقله رصيف ميناء جدة وصلت أخباروصوله إلى القائمين والعاملين في إذاعة جدة والتي كانت أول إذاعة سعودية والتي أنشئت سنة 1368هـ فكان لها النصيب الأكبر في تسجيل قراءات له ، فقد قام بتسجيل سورة مريم وطه والحديد والتكوير على أشرطة سلك قبل ظهور أشرطة الريل ، ولاقت تلك التسجيلات إستحسان الكثيرين من المسلمين حتى أن المديرية العامة للإذاعة آنذاك ( وزارة الإعلام حالياً ) كانت تسجل الآف النسخ من تلك التسجيلات وتقدمها لضيوف الرحمن من الوزراء والرؤساء والإذاعات الإسلامية ، وكان الملك عبدالعزيز يرحمه الله من أشد المعجبين بتلاوة الشيخ سعيد ، فعرض عليه البقاء بالديار المقدسة لكن الشيخ سعيد أعتذر لظروف خاصة ، لكن محبة السعوديين للشيخ لاتزال باقية في قلوب الكثيرين حتى يومنا هذا .
وقد هاجرالشيخ سعيد نور من مصر واستقر في الكويت في مطلع الثمانينات هجرية وسجلت اذاعة الكويت القرآن الكريم بصوت الشيخ سعيد وتذيع له مرة كل أسبوع في فترة الفجر وقضي الشيخ سعيد بقية حياته في الكويت حتى أختاره الله لجواره في منتصف الثمانينات الهجرية ولكنه ترك ثروة روحية غالية بتسجيلاته للقرآن الكريم ولكن لسوء الحظ كانت أشرطته ضمن الأشرطة التي أختفت من أرشيف الأذاعة خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت كما يزعم الكويتيون..وحكومة الكويت تتهم العراقيين وحكومة العراق نفت اتهامات الكويت وأين ذهبت الأشرطة ؟؟ العلم عند علام الغيوب.
وبعد وفاة الشيخ سعيد نور يرحمه الله بعث أبناؤه بأكثر من مآئة تسجيل قرآني بصوت والدهم لإذاعة جدة وتم إدراجها ضمن القراءات المذاعة وكانت تلك التلاوات تم تسجيلها من داخل جامع الخازندارة بمصر وتاريخ تسجيلها يعود في بداية عهد الملك فاروق ملك مصر .
رحم الله شيخنا سعيد محمد نور الذي نوّر قلوبنا برقة تلاواته التي غلفها بالشجن والحزن .
أول قارئ بالأذاعة السعودية
http://www.m5zn.com/uploads/55b5d1b1e2.jpgهو الشيخ : عباس بن محمد بن عباس مقادمي الحجازي السعدي ، يعود نسبه من قبيلة بني سعد من هوازن ( عتيبة ) من الطائف .
ولد في مكة المكرمة عام 1342هـ ولد وهو مبصر وفي الثالثة من عمره أحل عليه مرض الجدري في وجهه وكان هذا المرض أنذاك ليس له علاج فأصبح منه كفيف البصر وعاش حياته مع والده في حي سوق الليل بمكة المكرمة وحفظ القرآن الكريم بأحكامه وتجويده على يد شيخ القراء أحمد حجازي وعلى يد الشيخ محمد سعيد بشناق والشيخ أحمد غندورة والشيخ سعد عون والشيخ جعفر جميل والشيخ جوزيب المصري الجنسية وعلى يد الشيخ محمد عبيد في الحرم المكي الشريف وعلى يد السيد الفقيه علوي المالكي للعلوم الشرعية والفقه والشيخ عبدالصمد جنبي مدرس في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في القشاشية بمكة المكرمة .
وقد لازم الشيخ عباس مقادمي الشيخ محمد سعيد بشناق طيلة حياته .
وروى المستشار غسان قاضي قال أول ما فتح التلفزيون السعودي 1385هـ 1965م قال ذهبت إلى الشيخ عباس مقادمي قلت له نريدك في تسجيل صوتك للتلفزيون صوت وصورة قال لا أسجل صوتي فأقنعته نسجل صوتك لكي يسمع صوتك أجيال وأجيال إلى مئات السنين وافق الشيخ عباس مقادمي وسجل صوت وصورة للتلفزيون السعودي .
وكان أول قاري في إذاعة جدة عام 1374هـ 1954م وكان أول قارئ في إذاعة القرآن في آرمكو وأول من قرأ القراءة الحجازية في الهند بذلك يكون من أوئل القراء في خارج وداخل المملكة .
وفي حوار مع الشيخ زكي داغستاني تؤام الشيخ عباس مقادمي والشيخ إسحاق أبو الحسن البشاوري قال : إن الشيخ عباس مقادمي كريم الأخلاق وحسن السيرة والسلوك ويحب الخير للناس وصوته جذاب جداً في قراءة القران الكريم وكان يجيد القراءات السبع وشديد الذكاء والملاحظة .
ولقد قاسى في صباه مرارة العيش مع فقدان البصر لكي يكسب عيشه بكسب يده . وله من أوقاته ورداً من القرآن وجلسات الذكر وكان ما يراه في منامه يتحقق فعله ، وكان يحب زيارة المقابر في المعلاة للموعظة والتذكير ويدعو لهم بأسمائهم .
وفي حوار مع الشيخ : محمد عبدالوهاب جنبي قال : أنا من جلساء الشيخ عباس وزميله في الكتاب وفي الحرم المكي الشريف عند بئر زمزم .
وكان الشيخ عباس والشيخ زكي داغستاني في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم أفضل القراء صوتاً وتمكناً .
وكان الشيخ عباس عند افتتاح المناسبات المحلية والدولية التي تقام بمكة المكرمة يقرأ بصوته الجميل الشجي .
وكان حوار مع الشيخ : محمد الكحيلي من جلساء الشيخ المقادمي في الحرم والمدرسة قال عنه : كان من الحكماء والكرماء وسخي في معاملته مع الناس وعزيز النفس .
عاش المقادمي رحمه الله في الهند أربعة سنوات عام 1370هـ 1950م ولذلك لتدريس أبناء وبنات الشيخ : محمد علي زينل صاحب مدارس الفلاح بمكة المكرمة وكان ذلك على نفقة الشيخ زينل ولما توفي والد الشيخ عباس مقادمي عاد الشيخ عباس مقادمي إلى السعودية وجعله الشيخ محمد علي زينل مدرساً في مدارس الفلاح بمكة للقرآن الكريم
والشكر موصول للشيخ صالح المسند.